شبح المثالية

شبح المثالية هو الوصف المناسب للحالة التي نحاول أن نكون عليها أمام الناس والمجتمع بصفة عامة وتصبح أنظار البشر لنا كشبح نحاول التخلص منه عن طريق المزيد من الأقنعة المثالية وهذا يجعلنا في وضع مرهق في سعينا للوصول للمثالية الخالية من الاخطاء ,وهذا مايتعارض مع الطبيعة البشرية التي من صميم خلقتها الخطأ .

هذا الشبح الذي نهرب منه ونراه بأعين الناس يثقل كاهلنا بتحميل أنفسنا مالاطاقة لها به ! في سبيل الظهور بمظهر مثالي أمام الاخرين والحل أن نظهر على طبيعتنا وسجيتنا دون تكلف ودون خوف من شبح نظرة الاخرين لنا أننا لسنا مثاليين كلنا كذلك نحن بشر لسنا ملائكة وأيضا لسنا شياطين والمفترض نتصرف بطبيعتنا كبشر نتعامل مع الاخرين تحت قاعدة لاضرر ولا ضرار.

من أفضل مراحل الحياة وسعيد الحظ من أدركها مبكرا أن يزيح عن كاهله وتفكيره وجوب المثالية أمام الناس ,لان محاولة تقمص دور المثالية طيلة الوقت يتطلب تكلف على جميع الاصعدة بالتعامل بالملبس بالمظهر بالعمل وغيره من نواحي الحياة ليس المقصود هنا التعامل مع الاخرين بفضاضة! لا نتعامل بود واحترام لكن في نفس الوقت لانخجل أن حصل منّا خطأ غير مقصود أو فقد للسيطرة أثناء الحديث أو أثناء التعامل نتداركه بالاعتذار والتخطي في نفس الوقت وعدم تحميل النفس مالاتطيق بالتفكير ماذا سياخذ الاخر فكرة عني من خلال هذا الموقف أو الخطأ 

المرور بالمواقف المحرجة للشخص يتلافاها بتحويلها لموقف فكاهي ممايخفف وطأة الموقف للشخص كل بشر على هذا الكوكب تعرض لموقف أو اخر وذاب خجلا من ما حصل معه لكن عدم تحميل الموقف أكثر ممايحتمل.في مايتعلق بالملبس والمظهر ليس من المنطقي أن ينفق محدودي الدخل جزء كبير من دخلهم على ملاحقة كل جديد في عالم الازياء ..اختيار المعارض ذو القيمة المتوسط هو الخيار الافضل بعيدا عن هوس "الماركات العالمية" إذ من الافضل أن يكون هذا المال الذي يتم انفاقه على "الماركات" يصرف في تعلم مهارة جديدة والاتقان والتعمق بها مما يفتح مصدر دخل  إضافي على الشخص .

في مجتمع اليوم، هناك ضغط هائل للتوافق مع بعض التوقعات والمثل العليا. نحن نتعرض للقصف بصور الأجسام المثالية، والمنازل المثالية، والحياة المثالية. هذا الضغط لكي نكون "مثاليين" يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتنا العقلية واحترامنا لذاتنا. في هذا المقال، سنستكشف عواقب التظاهر بالمثالية، والأثر الذي يلحقه بالعلاقات، وفوائد احتضان النقص.

لدى المجتمع تعريف واضح لما يجب أن يكون عليه الشخص "المثالي". يعتمد هذا التعريف غالبًا على المظهر الجسدي والنجاح الوظيفي والاستقرار المالي. وأولئك الذين لا يحققون هذه التوقعات يمكن أن يواجهوا عواقب وخيمة، مثل النبذ ​​أو السخرية. هذا الضغط من أجل التوافق يمكن أن يؤدي إلى ضعف الصحة العقلية وصورة ذاتية سلبية. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية أن النساء اللاتي تعرضن لصور عارضات الأزياء النحيفات عانين من زيادة القلق والاكتئاب وانخفاض احترام الذات. من الواضح أن الضغط من أجل التوافق مع التوقعات المجتمعية يمكن أن يكون له تأثير ضار على صحتنا العقلية ورفاهيتنا.

أولئك الذين يشعرون بالضغط ليكونوا مثاليين قد يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على مظهر الكمال. قد يكون هذا مرهقًا ويؤثر سلبًا على العلاقات. على سبيل المثال، قد يقضي الشخص ساعات كل يوم في تحسين مظهره، مما لا يترك سوى القليل من الوقت للتفاعلات الهادفة مع أحبائه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخوف من التعرض للنقص يمكن أن يخلق شعورًا بالقلق والتوتر. هذا يمكن أن يؤدي إلى نقص الأصالة وانعدام الثقة في العلاقات.

أما العمل فصل الحياة العائلية وأسرارها وكل مايتعلق بها من الحديث بها بالعمل , وأن يكون كل حديثنا ينصب على أما تطوير ذاتنا أو تطوير علاقتنا بمدير العمل أو زملاء العمل بما يفيد الانتاجية داخل المنِشأة التي نعمل بها واجعل علاقتك بالجميع من مبدأ أن هناك خطوط وحدود بالتعامل لايمكن تجاوزها معك حتى لو على سبيل المزاح , وليس المطلوب ردة فعل قاسية لو حصل أمر ما لا فقط لفت انتباه بنبرة هادئة أن لايتكرر ذلك في قادم الايام 

تعاملك مع أفراد الاسرة ينبغى أن يبنى على على أمرين حزم مخلوط بليّن التعامل حتى تمسك العصا من المنتصف ليس مطلوب منّا أم أو أب أن نظهر بصورة مثالية أمام أبنائنا أو يكون هدفنا فقط رضاهم عن تصرفاتنا حتى لو لم يقتنعوا بها فنظرة الام والاب تختلف تماما عن نظرة الابناء في التعاطي مع الامور والمواقف فالآباء ولأمهات يتصرفون وفق مايرونه مناسب مع طلب الابناء من وجهة نظرهم لا وجهة نظر الابناء .

كذلك الاباء والأمهات يجب أن لا يجعلوا الابناء تحت ضغط المثالية أو يجب أن يكونوا طوال الوقت في وضع لايخطئ  هذا يشكل عنصر ضغط كبير عليهم لابد من مراعاته والاهتمام بهذا الجانب , وأن يكون التوجيه السليم  للامور الصحيحة  والايجابية التي تصدر منهم وتشجيعها وفي حال الاخطاء طلب عدم تكراره دون كثرة لوم وتوجيه سخط والابتعاد تماما عن الضرب والشتائم وتحقير الذات 

الفائدة من هذة القصاصة أن الله سبحانه وتعالى في قوله (لايكلف الله نفسا إلا وسعها) لما تكلف نفسك المثالية وتثقل كاهلك وحياتك وتصرفاتك بها كي فقط تبحث عن نظرة رضا من الاخرين عنك ..ونحن نعرف طبيعتنا البشرية التي من صميم فطرتها الأخطاء لكن المهم هو عدم تكرار الاخطاء والا ستمرارية بها لن ينقص شئ منّا إن نحن اعتذرنا للاخرين إن أخطأنا أو حتى نعتذر لانفسنا أن أخطئنا أيضا بحقها 

لاتنفق ماتبقى من عمرك حاملا هذة المثالية على كاهلك ..فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.في الختام، التظاهر بالمثالية يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتنا العقلية وعلاقاتنا. يمكن أن يؤدي الضغط من أجل التوافق مع التوقعات المجتمعية إلى صورة ذاتية سلبية ونقص في الأصالة. ومع ذلك، فإن احتضان النقص يمكن أن يكون تجربة محررة. فهو يسمح لنا بالتواصل مع الآخرين على مستوى أعمق ويوفر فرصة للنمو والتعلم. من خلال احتضان عيوبنا، يمكننا أن نصبح أفضل نسخة من أنفسنا ونعيش حياة أكثر إشباعًا.